فارسة الظلام

par Invité Lun Jan 12 2015, 13:50

عن أي حب يجادلون !
عن ذاك الذي يسمو بالروح
ويحررها؟
فيكبلها في النهاية بسلاسل العذاب و الجروح ؟
تائهون ببصيرة عمياء
أعمتها أوهام
يهربون مما يشتهون
و جوارحهم لا تشتهي الهرب.
أنا فارسة رمتها حرب...
قديمة
و أنت يا سيدتي
حكم مستبد جعل من عقلي سجنا
ومن قلبي أسير
يحتضر .. يلفظ نفسه الأخير
حضورك أنساني أني سيدة قلبي
فأصبح هو سيدي و أنت صاحبته !
كثيرا ما تساءلت لما البعد ؛
لما الحقد ؟
و أنا التي ألغيت العالم و رأيت فيك عالمي
و بنيت في بريق عينيك أحلامي
نسيت في حضنك همومي و آلامي
و رفعت إسمك علما شامخا فوق الأسامي
و لامست بين شفتيك ما لا يستطيع وصفه كلام
إخترتك ملكة على عرش قلبي
وضعتك تاجا فوق رأسي
فضلتك على نفسي
وهبتك إحساسي
أشواقي.. و أنفاسي
فما فتئت صنعت من حياتي مآسي
أزلت قناع كبريائي و إستسلمت
تنازلت..
خضعت تحت رحمتها
تجاهلت الذل
إحتقرت نفسي أمام شخصها
كلما زدت تواضعا
بل و أزيد من شأني وضاعة
و من هبتي مهانة
إلا و تنفك تعتلي صهوة التكبر
إختارت طريق العناد
و السير في درب التعالي
و يا له من طريق قصير !
كقصور النهار في الشتاء البارد
هي، تبرم نارا لا تدري من أين تخمدها
تبدأ حربا لا حول لها لإنهائها..
إتخذت الصمت سلاحا
و أعلنت علي الحرب مرارا
تلك التي لم أبتغي خوضها ضدها
فرضيت التنازل تكرارا
رغما عني وضعت كبريائي تحت قدمي
رغما عني إنحنيت أمام عاطفتي
و تركت صفوفا مستعدة للإنحناء أمامي
فمن أنت في ملكوت الخالق
حتى أحط من شأني في سبيلك؟
عذرا سيدتي ؛
أنا أنثى قبل كل شئ لا تنصاع
إحساسي راق لا يشترى و لا يباع
كياني أعمق من أن يصله كائن
و غموضه لا يفهه عاقل
و وصوله أبعد من الوصول لصور الصين العظيم
قلبي ليس بفندق.. ولا محطة قطار
أهديه مرة .. لا إثنتان
قدمته لك في أبهى حلة
و أسمى الأطباق
ليس طبقا من فظة و لا ألماس
بل من رحمة و وفاء، صدق و ولاء
كنت دوما ظلا خفيفا بجانبك
أمامك و وراءك
كنت كل تلك المشاعر، كنت وفاءك
صرت فقط درسا آخر
سبق لي أن تعلمته
و حربك هي صفحات كتاب مزدر
تحكي خسارتك !
و لو تجوبين رمال السبعة بحور
ماشية أو زاحفة
أو تصعدي للسبع سماوات
فمثلي لن تجدي ..
تبارك جلالك يا إلهي،لم تجعل مني نسختين.
لا تخطئي الظن ليست عجرفة
مني ؛
إنما أعي مقامي ،
و تواضعي سمتي
.. بل و عنواني
و كبريائي هو.. أنوثتي.
أبدا لا تنظري وراءك
فلن يكون شئ هناك، أعدك ،
سوى ذكريات تآكلت
و تناثرت ..
شظاياها في سراب الزمن
و يا لجمالها !
و جمال إحساس جمعنا
إحساس وهبنا الحياة و قتلها فينا
<<فللماضي حنين دوما، مهما بلغت قسوته
لكن ليس له رجوع، مهما بلغت روعته>>
# سارة